کد مطلب:90735 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:146

کتاب له علیه السلام (05)-إِلی الحارث الهمدانی















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ [ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیِّ بْنِ أَبی طَالِبٍ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلَی الْحَارِثِ الْهَمَدَانِیِّ.

سَلاَمٌ عَلَیْكَ.

أَمَّا بَعْدُ، فَاتَّقِ اللَّهَ، ] وَ تَمَسَّكْ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ وَ اسْتَنْصِحْهُ[1]، وَ أَحِلَّ حَلاَلَهُ، وَ حَرِّمْ حَرَامَهُ،

وَ اعْمَلْ بِعَزَائِمِهِ وَ أَحْكَامِهِ[2]، وَ صَدِّقْ بِمَا سَلَفَ مِنَ الْحَقِّ.

وَ اعْتَبِرْ بِمَامَضی مِنَ الدُّنْیَا لِمَا بَقِیَ مِنْهَا، فَإِنَّ بَعْضَهَا یُشْبِهُ بَعْضاً، وَ آخِرُهَا لاَ حِقٌ بِأَوَّلِهَا،

وَ كُلُّهَا حَائِلٌ مُفَارِقٌ[3].

وَ عَظِّمِ اسْمَ اللَّهِ أَنْ تَذْكُرَهُ إِلاَّ عَلی حَقٍّ، وَ أَكْثِرْ[4] ذِكْرَ الْمَوْتِ وَ ذِكْرَ[5] مَا تَقْدِمُ عَلَیْهِ[6] بَعْدَ الْمَوْتِ، وَ لاَ تَتَمَنَّ الْمَوْتَ إِلاَّ بِشَرْطٍ وَثیقٍ.

وَ احْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ یَرْضَاهُ صَاحِبُهُ[7] لِنَفْسِهِ، وَ یَكْرَهُهُ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمینَ.

وَ احْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ یُعْمَلُ بِهِ فِی السِّرِّ وَ یُسْتَحی مِنْهُ فِی الْعَلاَنِیَةِ.

وَ احْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ إِذَا سُئِلَ عَنْهُ صَاحِبُهُ أَنْكَرَهُ أَوِ اعْتَذَرَ مِنْهُ.

وَ لاَ تَجْعَلْ عِرْضَكَ غَرَضاً لِنِبَالِ الْقَوْلِ[8].

وَ لاَ تُحَدِّثِ النَّاسَ بِكُلِّ مَا سَمِعْتَ بِهِ، فَكَفی بِذَلِكَ كَذِباً.

[صفحه 773]

وَ لاَ تَرُدَّ عَلی النَّاسِ كُلَّ مَا حَدَّثُوكَ بِهِ، فَكَفی بِذَلِكَ جَهْلاً.

وَ اكْظِمِ الْغَیْظَ، وَ احْلُمْ عِنْدَ الْغَضَبِ، وَ تَجَاوَزْ عِنْدَ الْمَقْدِرَةِ[9]، وَ اصْفَحْ مَعَ الدَّوْلَةِ، تَكُنْ لَكَ الْعَاقِبَةُ[10].

وَ اسْتَصْلِحْ كُلَّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَهَا اللَّهُ عَلَیْكَ، وَ لاَ تُضَیِّعَنَّ نِعْمَةً مِنْ نِعَمِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ[11] عِنْدَكَ،

وَ لْیُرَ عَلَیْكَ أَثَرُ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَیْكَ.

وَ اعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ الْمُؤْمِنینَ أَفْضَلُهُمْ تَقْدِمَةً مِنْ نَفْسِهِ وَ أَهْلِهِ وَ مَالِهِ، فَإِنَّكَ مَا تُقَدِّمُ مِنْ خَیْرٍ یَبْقَ لَكَ ذُخْرُهُ، وَ مَا تُؤَخِّرُ[12] یَكُنْ لِغَیْرِكَ خَیْرُهُ.

وَ اسْكُنِ الأَمْصَارَ الْعِظَامَ، فَإِنَّهَا جِمَاعُ الْمُسْلِمینَ، وَ احْذَرْ مَنَازِلَ الْغَفْلَةِ وَ الْجَفَاءِ وَ قِلَّةَ الأَعْوَانِ عَلی طَاعَةِ اللَّهِ.

وَ اقْصُرْ رَأْیَكَ[13] عَلی مَا یَلْزَمُكَ، وَ لاَ تَخُضْ فیمَا لاَ[14] یَعْنیكَ.

وَ إِیَّاكَ وَ مَقَاعِدَ الأَسْوَاقِ، فَإِنَّهَا مَحَاضِرُ الشَّیْطَانِ، وَ مَعَاریضُ[15] الْفِتَنِ.

وَ أَكْثِرْ أَنْ تَنْظُرَ إِلی مَنْ فُضِّلْتَ عَلَیْهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَبْوَابِ الشُّكْرِ.

وَ لاَ تُسَافِرْ فی یَوْمِ الْجُمُعَةِ[16] حَتَّی تَشْهَدَ الصَّلاَةَ، إِلاَّ فَاصِلاً فی سَبیلِ اللَّهِ، أَوْ فی أَمْرٍ تُعْذَرُ بِهِ.

وَ أَطِعِ اللَّهَ سُبْحَانَهُ[17] فی جُمَلِ[18] أُمُورِكَ، فَإِنَّ طَاعَةَ اللَّهِ فَاضِلَةٌ عَلی مَا سِوَاهَا.

[صفحه 774]

وَ الْزَمِ الْوَرَعَ[19]، وَ خَادِعْ نَفْسَكَ فِی الْعِبَادَةِ، وَ ارْفُقْ بِهَا، وَ لاَ تَقْهَرْهَا، وَ خُذْ عَفْوَهَا وَ نَشَاطَهَا،

إِلاَّ مَا كَانَ مَكْتُوباً عَلَیْكَ مِنَ الْفَریضَةِ، فَإِنَّهُ لاَ بُدَّ مِنْ قَضَائِهَا وَ تَعَاهُدِهَا عِنْدَ مَحَلِّهَا.

إِزْهَدْ فِی الدُّنْیَا وَ اعْزِفْ عَنْهَا[20]، وَ إِیَّاكَ أَنْ یَنْزِلَ بِكَ الْمَوْتُ وَ أَنْتَ آبِقٌ مِنْ رَبِّكَ فی طَلَبِ الدُّنْیَا، وَ قَلْبُكَ مُتَعَلِّقٌ بِشَیْ ءٍ مِنْهَا فَتَهْلَكَ[21].

وَ احْذَرْ صَحَابَةَ[22] كُلِّ[23] مَنْ یَفیلُ رَأْیُهُ، وَ یُنْكَرُ عَمَلُهُ، فَإِنَّ الصَّاحِبَ مُعْتَبَرٌ بِصَاحِبِهِ.

وَ إِیَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الْفُسَّاقِ، فَإِنَّ الشَّرَّ بِالشَّرِّ مُلْحَقٌ.

وَ إِیَّاكَ وَ مُعَاشَرَةَ الأَشْرَارِ، فَإِنَّهُمْ كَالنَّارِ مْبَاشَرَتُهَا تُحْرِقُ[24].

وَ وَقِّرِ اللَّهَ، وَ أَحْبِبْ أَحِبَّاءَهُ.

وَ احْذَرِ الْغَضَبَ، فَإِنَّهُ جُنْدٌ عَظیمٌ مِنْ جُنُودِ إِبْلیسَ. وَ السَّلاَمُ.


صفحه 773، 774.








    1. انتصحه. ورد فی نسخة العام 400 ص 424. و نسخة ابن المؤدب ص 300. و نسخة الآملی ص 307. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 364. و نسخة الأسترابادی ص 505. و نسخة عبده ص 643.
    2. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 356.
    3. زائل. ورد فی نسخة العطاردی ص 396 عن شرح السرخسی.
    4. أدم. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 120.
    5. ورد فی المصدر السابق.
    6. ورد فی المصدر السابق.
    7. عامله. ورد فی المصدر السابق ص 142.
    8. القوم. ورد فی متن شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید ج 18 ص 41.
    9. القدرة. ورد فی نسخة ابن المؤدب ص 301. و نسخة الآملی ص 307. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 365. و نسخة الأسترابادی ص 506. و نسخة العطاردی ص 396.
    10. السّیادة. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 351.
    11. ورد فی المصدر السابق ص 121.
    12. ما تؤخّره. ورد فی نسخة ابن المؤدب ص 301. و نسخة الصالح ص 460. و نسخة العطاردی ص 396.
    13. همّك. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 111.
    14. ورد فی المصدر السابق ص 113.
    15. معارض. ورد فی المصدر السابق ص 153.
    16. جمعة. ورد فی نسخة العام 400 ص 425. و نسخة ابن المؤدب ص 301. و نسخة الآملی ص 307. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 366. و نسخة الأسترابادی ص 507. و نسخة عبده ص 645. و نسخة الصالح ص 460. و نسخة العطاردی ص 397.
    17. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 2 ص 481.
    18. جمیع. ورد فی نسخة عبده ص 645. و نسخة الصالح ص 460.
    19. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 121.
    20. ورد فی المصدر السابق. ص 120 و 122. باختلاف یسیر.
    21. ورد فی المصدر السابق ص 122.
    22. مصاحبة. ورد فی المصدر السابق.
    23. ورد فی المصدر السابق.
    24. ورد فی المصدر السابق.